الجمعة، 27 أكتوبر 2017

الطفل والتربية




لمحة سريعة عن الطفل والتربية
إن الحديث عن الطفل، وكما ورد في كتاب سيكولوجية الطفل، إنما هو حديث عن ذلك المجهول الذي يزخر بعدة إمكانات لم تكتشف بعد، وبالشكل المطلوب، فالطفل هو ذلك الكائن العجيب الذي يسلك في نموه عدة اتجاهات، ولعل تلك الاتجاهات هي التي تعم على خلق تنشئة سوية، لهذا الطفل، سواء داخل الأسرة، او خارجها، فالحال أن التربية التي يتلقاها الطفل مند نعومة أظافره، تجعله يتطبع بأخلاق مبنية على احترام الآخرين، وإعداد المواطن الصالح المتزن  والمعتدل نفسيا واجتماعياً، من خلال جعله يحترم قواعد المجتمع وقوانينه، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تبيئة هذا الطفل، أي جعله مندمجاً داخل المحيط الأسري وخارجه، ذلك أن الطفل ينبغي أن تتم تربيته على اكتشاف ذاته،  أولا،  ومن ثمة جعله قادراً على تطوير إمكاناته ومهارته الاجتماعية، فكما يخبرنا فيلسوف التعاقد الاجتماعي في كثير ما كتبه،  وخاصة في كتابه إميل، أنه ينبغي أن نمنح الطفل حريته، وهذه الحرية لا تتأتى غلا من خلال تحرره من عدة قيود، أي أن نترك الطفل للطبيعة، باعتبارها خير مربي له، وأن يعمل المربين على ألا يحملوا الطفل ما لا طاقة له، وإلا سيصبح تعيساً، ولعل هذا الأساس ينظر دوركايم في كتابه التربية الأخلاقية، للطفل باعتباره محور العملية التربوية، ويدعو الطفل إلى احترام القاعدة، وأن يتعلم القيام بواجه، لأن ذلك واجبه، ذلك أن التعلم لا يكون غير مكتمل في الأسرة، وغنما يتم داخل المدرسة التي تمنح الطفل قواعد مهمة، تساعده على اكتساب ما أسماه دوركايم بقواعد الأدب المدرسي، فالأهم بالنسبة إلى الطفل هو مراعاة الطبيعة السيكولوجية له، وهدا لا يتم بالضرورة إلا من خلال مروره بمراحل لا يمكن القفز عليها، إن هو أراد التربية الفعلية، أي مراعاة الخصوصية للطفل،  وطريقته في الإحساس والتعلم.
وقد يكون من المفيد الإشارة إلى أنه لا ينبغي أن نخضع الطفل لنموذج معين، بل ينبغي تحرير الطفل على كل ما يمنعه أن يكون هو ذاته، فالتربية هي بمثابة ثقافة للطفل تساعده للتعبير عن عبقريته، كما أن الطفل في عرف جون ديوي، لا يتعلم إلا إذا كان لديه سؤال، وانهمك في البحث عن الوسائل التي تساعده للإجابة عنه، أي ضرورة تشجيع الأطفال على التعلم عن طريق الخبرة وتجنب الدروس المباشرة، ولا بد من إشعار الطفل بالأمن والاستقرار والحب، وتوجيهه من أجل تحقيق ذاته، وإشعاره بقيمته داخل التربية.
يبقى أن نشير إلى أن تحقيق السعادة والهناء للطفل ينبغي أن يتم عن طريق إشباع حاجاته وتأمينها، وما الأمن والاستقرار والحب ... سوى وسائل عملية مساعدة للطفل على تعزيز الثقة لديه، وتحقق الرفاهية له، وتجاوز كل الصعوبات التي  من شأنها أن تؤثر على توجهه العام، والتخلص من الخوف والقلق وتطوير مختلف المهارات الاجتماعية والتفافية لديهم.
من إنجاز الأستاذ الصديق

مقالات ذات صلة

الطفل والتربية
4/ 5
بواسطة