الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

نموذج لتحليل قولة فلسفية




القولة: إن معرفة الغير تقتضي مني التعاطف معه ».
حدد أطروحة القولة وناقشها
لا مجال لأن يتعجب المرء من شدة إقبال المفكرين والفلاسفة على النظر في مفهوم الغير والسبب أن موضوع الغير والمعرفة  يتنزل في كتاباتهم مولفاتهم منزلة مركزية إد عليه مدار جل تأملاتهم لا سيما منها في إشكالية المحور المتعلق ب معرفة الغير ،  فقد كانت من الإشكاليات الفلسفية الكبرى والعميقة  التي استأترت باهتمام العديد من المفكرين والفلاسفة بحيث حاول كل واحد منهم معالجته في كل جوانبه الفلسفية  .  فإدا كان مفهوم الغير هو الأنا الذي ليس أنا أي الآخر الذي يشبهني ويختلف عني  فإن الاشتغال على هده القولة الفلسفية أدى بنا إلى طرح العديد من التساؤلات الفلسفية والتي يمكن التعبير عنها بالشكل التالي:
ما الغير؟ وهل معرفة الغير ممكنة؟ أم غير ممكنة؟ وهل تقوم على التعاطف والصداقة أم تقوم على الإقصاء والتشيء؟
ان القولة التي بين ايدينا تنطوي على أطروحة اساسية تؤكد على ان التعاطف مع الغير هو الطريقة الأكثر فعالية لبناء المعرفة .اد آن التعاطف والتازر هما الحلين المعرفيين لمعرفة الغير.فالغير حسب علمنا هو انا آخر اذ،  فيجب ان نكون حرصين اشد الحرص في التعامل معه . فبالرفق والتواصل البناء ومن خلال فهمه فهما صحيحا ودقيقا والرفع من قيمته ليطمح الغير كذلك لإقامة علاقة مع الأنا وحينما اقول التعاطف فاني لا اعني الشفقة بل اعني بذلك ان ابادله بكل ما في من حب وعطف وحنان ورأفة لأتمكن من التقرب إليه ومعرفته معرفة منزهة عن اي لبس او اي شرور قد يصيبها .ومن هنا يمكن آن نقول بان التعاطف هي وسيلة تشكيلية لأنها قائمة على المعرفة الموضوعية اليقينية التي لا تقتضي بالضرورة ايثاره على النفس بل تكتفي مساواته بالانا و محاولة حل مشاكله و مساعدته كلما دعت الضرورة لذلك وكبح كل ضرر يصيبه والتصدي له وحفظ اسراره . وهنا نقف للتساؤل على واقعية هذه العلاقة وحضورها في الحياة اليومية، ومدى تحقيقها للغاية المنشودة وهي معرفة الغير. 
وبما أن الفلسفة إبداع للمفاهيم كما يقول دولوز،  فالقولة  الذي بين أيدينا وظفت مجموعة من المفاهيم الفلسفية لعرض أطروحة القولة   تتمثل بالأساس في مفهوم الغير وهو دلك الأنا الدي ليس أنا، حيت يشبهني ويختلف عني كما أن الغير في التمثل الشائع هو الآخر تم مفهوم التعاطف الذي يحيل على قيمة أخلاقية بين شخصين أو أكتر قوامها مشاركة الإنسان في أحزانه وأفراحه  تم مفهوم المعرفة وهي دلك النشاط الذهني الذي يمكن الإنسان من إدراك موضوع ما.
تلك إذن جملة من الأفكار  التي يمكن الإشارة إليها ونحن بصدد تحليل القول الفلسفي المطروح فكيف السبيل إلى تقويم هده القولة الفلسفية ؟
على عادة الأقوال الفلسفية التي تعتمد دوما على الحجاج ، فالقولة التي بين أيدينا لم تخرج عن هده العادة، بل اتخد صاحب  القولة من الإتبات منطلقا لعرض أطروحته والدفاع عنها، وما توظيف صاحب القولة لهدا النوع من الحجاج ولكن لعرض أطروحته حية ومبسطة، وإدا كان الأمر كدلك فما قيمة أطروحة القولة؟ والجواب أن قيمتها تكمن في كونها أضافت إليناص تصوراص جديداص يتعلق بكون التعاطف يساعد في معرفة الأغيار  وإدا كان صاحب القولة يرى أن معرفة الغير تقتضي التعاطف فإن ميرلوبونتي قدم تحليلا دقيقا للعلاقة المعرفية تبعا للغير والتي تقتضي التعاطف معه باعتباره انا اخر يملك مقومات اخلاقية وكرامة وتصرفه ينطبق على تصرفاتي في ظروف مماثلة ففي نظره ان معرفة الغير تقتضي الانخراط معه ومشاركته احزانه وافراحه والتواصل الفعلي الذي ياسس حوارا وتعايشا وتازر مع تدخل عنصر اللغة لما له من ادوا رفعالة في توضيح المقصود بخلاف النظرة التشيئية التي تحول الغير الى موضوع وتسحب منه طبيعته الانسانية وتسلب كرامته وأما الفيلسوف سارتر  معرفة الغير تقوم على الاقصاء فالعلاقة مع الغير ليست معرفية بل وجودية وهي غير يقينية مادام الاخرون هم الجحيم ومادامت معرفتي له تقصيه متحد من حريته وارادته وتجعله موضوعا من الموضوعات  فلا مجال لمعرفة الغير .اما الفيلسوف بيرجي فقد احتل موقعا وسطا بين الاطروحات السالفة الذكر والذي ارجع فشل المعرفة الى انعزال الذات وخوفها من التواصل ومن ان تحد من فعالية الغير و اقترح حلا بديلا لانجاح المعرفة الا وهو مشاركة الغير مشاركة صريحة..
على ضوء ما سبق فان اشكالية معرفة الغير شكلت موضوعا متنازعا فيه بين الفلاسفة .فهناك من اكد على انالتعاطف هو السبيل الى المعرفة وهناك من خالفه الرأي قئلا لن المعرفة مستحيلة مهما حاول  الانا التقرب من الغير لوجود حائط شاهق بين النا والغير وهو التميز واختلافا لتجارب.الا فئة أخرى اقترحت مشاركة الغير مشاكله ومحاولة فهمه لامكانية المعرفة .ومن هنا نتساؤل عن نوع العلاقة الممكنة بين الانا والغير في هذا العالم الذي يحملفيه الانا الغير ثنايا تجربته ويعتبره الشبيه والمختلف والقريب والبعيد والصديق والقريب في ان واحد
الأستاذ الصديق أيت علي أوحدو

مقالات ذات صلة

نموذج لتحليل قولة فلسفية
4/ 5
بواسطة

1 شآركوا بالموضوع:

24 مايو 2019 في 8:31 ص حذف

اعجبني المقال جدا اسلوب المنهجية...

رد
avatar