السبت، 25 نوفمبر 2017

منهجية تكسير البنية وتجديد الرؤيا (الشعر الحر )

خطاب تكسير البنية
ظهر خطاب تكسير البنية نتيجة عاملين أساسين : العامل التاريخي يتجلى في مخلفات الحرب العالمية الثانية ونكبة فلسطين سنة 1948م التي زعزعت عامل الثقة في الوجود العربي، وخلقت نوعا من الشك والتشتت في الذهنية العربية، ويضاف إلى ذلك ظهور الحركات التحررية التي طالبت بالتغيير والحرية والديمقراطية. والعامل الثقافي المتمثل في الانفتاح على الثقافات الأجنبية والتشبع بالفكر الحر. وقد أتى هذا الخطاب بمجموعة من المقومات المضمونية والشكلية من خلال الاستناد على مقومات شعرية ونظرية غربية. فكسر البناء العتيد للقصيدة العربية(نظام الشطرين)، واستبدله بشكل جديد (شعر التفعيلة، السطر الشعري)، استجابة للمتغيرات. ومن ألمع رواده (بدر شاكر السياب ، صلاح عبد الصبور محمد بنيس ،عبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة ....). وتنتمي القصيدة قيد التحليل إلى خطاب تكسير البنية، ويعد (اسم الشاعر أو الشاعرة  ) من بين الرواد الذين أسهموا في إغناء وإثراء الشعر الحر
ما مضامين القصيدة؟ ما الخصائص الفنية والدلالية للقصيدة؟ إلى أي حد استطاع الشاعر تمثل خصائص خطاب التيار الإحيائي؟
* الفرضية : يؤشر عنوان النص ، وبداية ونهاية القصيدة على أن موضوعها سيرتبط ب ( مضمون القصيدة) + خرق البنية الإيقاعية التقليدية وطريقة توزيع النص. وبذلك نحن أمام قصيدة تكسر و تخرق النظام القديم و تقدم لنا موقف الشاعر من واقعه.
* المضامين : تقسيم النص إلى وحداته الأساسية( اعتمادا على الترقيم، النجيمات، البياض،تكرار اللازمة)  فجاء في مستهل القصيدة ...ثم جاء ليبين ... وفي نهاية القصيدة...
* الحقول الدلالية : يتوزع معجم  القصيدة بين حقلين دلاليين ( حقل الأمل) و(حقل اليأس ) مع إعطاء أمثلة وبيان دورها في القصيدة إلى غير ذلك...والعلاقة بين الحقلين (تعارض، تنافر)
* الصورة الشعرية: تجاوزت المألوف سواء من خلال مكوناتها أو دلالاتها فالشاعر توسل بالانزياح ( إسناد شيء غير عاقل لشيء عاقل ) نامت يدي /دلالي/ نحوي، جف على خطواته قلبه / والعروضي(فاعلن/ فعلن) هو ذلك الجرس الموسيقي المتناغم . كما وظف الرمز /ديني / تاريخي / طبيعي / أدبي / شخصي .
( + بالنسبة لتجديد الرؤيا ) :أما على مستوى الأسطورة فالنص غني بها مثل.... وقد أدت هذه الصور وظيفة تأبينية تأثيرية قوامها تبليغ رؤيا الشاعر بخصوص واقعه.
* البنية الإيقاعية : ولخدمة هذه المضامين والحقول وظف الشاعر بنية إيقاعية ويتجلى إيقاعها الخارجي في خرق النظام العمودي ذي الشطرين المتساويين المتناظرين/ وحدة القافية والروي / واستبداله  بالمقاطع والأسطر الشعرية المتفاوتة الطول المبتدئة والمنتهية ببياض بالإضافة إلى التنويع في الروي والقافية + الجمل الشعرية ( طويلة/قصيرة/متوسطة ).كما وظف تفعيلة (فاعلن/ متفاعلن) لبحر .... أما إيقاعها الداخلي للقصيدة فقد وقف على التوازي الذي توزع بين التام والغير تام كما حضر تكرار السطر الشعري وتكرار (صوائتُ   ) و ( صوامت ) وقد تجسدت التكرارات في مد القصيدة بالتجانس الموسيقى . وتفسر هذه الهيمنة بالدفقة الشعورية العاطفية الواردة في النص والمطبوعة بنوع من التيه و الضياع ..
* الأساليب : حضور واضح للجمل الفعلية ... إلى جانب الجمل الإسمية....حضر في النص الأسلوب الخبري...والإنشائي...ولقد تمظهر من خلال الاستفهام التمني الأمر، كما توزعت الضمائر بين المتكلم ...والغائب..والمخاطب...
* خاتمة : يمكن اختزال مقصدية النص على مستوى المضمون ...وعلى مستوى الشكل نمط شعري جديد يكسر المألوف ويحتوي على كل الرؤى والتصورات .وبالتالي يتبين أننا بحضرة نص يمثل مقومات شعر تكسير البنية وتجديد الرؤيا.



مقالات ذات صلة

منهجية تكسير البنية وتجديد الرؤيا (الشعر الحر )
4/ 5
بواسطة